آخر المواضيع

السبت، 23 يناير 2016

التبول اللا إرادي وطريقة التبول الخاطئ لدى الأطفال ...


التبول اللا إرادي وطريقة التبول الخاطئ لدى الأطفال


جريدة الرياض - د. أحمد الشمري - مستشفى الملك فيصل التخصصي - قسم المسالك البولية :

  تعتبر الالتهابات البولية المتكررة عند الاطفال من أكثر أسباب التردد على عيادات الأطفال العامة وعيادة جراحة المسالك البولية، وهي مصدر قلق دائم للوالدين وللطبيب المعالج إضافة إلى ما يعانيه الطفل المصاب من الأعراض المصاحبة لهذة الالتهابات ومصدر قلق الأهل والطبيب هو مدى تأثير هذه الالتهابات على وظائف كلى الأطفال لهذا السبب يتم إجراء الفحوصات المبدئية واللازمة لتحديد آثار هذه الالتهابات ومساعدة الطبيب على اختيار العلاج المناسب.

  وهناك العديد من الأسباب الخلقية وغير الخلقية للإصابة بالتهابات الجهاز البولي المتكرر من الأسباب الخلقية التشوهات التي تصيب الحالبين والمثانة البولية ومجرى البول وهذه التشوهات كثيرة لا يتسع المجال لذكرها.

  ولعلنا في هذا المقال نتطرق إلى أحد أهم الأسباب غير الخلقية التي تؤدي إلى تكرار التهاب البول والتبول اللاإرادي أثناء اليقظة. هذا السبب هو طريقة التبول الخاطئ عند الأطفال وهو يعتبر أكثر الأسباب شيوعاً لتكرر التهابات البول عند الأطفال بين 3-8 سنوات. من المناسب قبل أن نتطرق إلى الأسباب وطرق العلاج أن نتحدث أولاً على كيفية عمل الجهاز البولي وطريقة تبول الطفل بشكل صحيح.

  ويتكون الجهاز البولي من الكليتين حيث تتم تصفية الدم والتخلص من الفضلات بإنتاج البول، ويتم نقل البول من الكليتين إلى المثانة عن طريق الحالبين، المثانة وهي عبارة عضو وعائي محاط بالعضلات وتتلخص وظيفة المثانة في تجميع البول وإخراجه إلى الخارج في المكان والزمان المناسبين عن طريق الإحليل البولي حيث يوجد المحبس البولي للتحكم بالإخراج.

  ويقوم الأطفال دون سن الثالثة بالتبول اللاإرادي غالباً لعدم اكتمال القدرة على التحكم في إخراج البول، فعندما تمتلئ المثانة يتم إرسال إشارات عصبية إلى مركز التبول في الدماغ الذي يرسل بدوره إشارات إلى عضلة المثانة للانقباض وإشارات عصبية لمحبس البول للارتخاء فيتم إخراج البول وإفراغ المثانة، وتختلف طريقة التبول الطبيعية قليلاً عند الأطفال فوق سن الثالثة والأطفال الذين تم تدريبهم على استعمال دورة المياه، حيث يتم التبول إرادياً بواسطة التحكم في محبس البول ويتم التبول فقط عندما يكون المكان والزمان مناسبين، وتبدأ عملية السلوك الخاطئ في عملية التبول عند بداية تدريب الطفل على التبول في دورات المياه، والتدريب على التخلص من الحفاظات، فالتدريب الخاطئ قد يكون من الأهل باتباع سلوك صارم للتدريب مثل التوبيخ، التهديد عند التبول على الأرض في غير المكان المناسب، عندها يبدأ الطفل بحبس البول عن طريق شد عضلات محبس البول عند امتلاء المثانة والشعور بالحاجة للتبول حتى لا يكون التبول في المكان الخاطئ خوفا من العقاب.

  ومن مظاهر حبس البول يقوم الطفل بضم الأطراف السفلى والانحناء إلى الأمام لفترة قصيرة أو القيام بالقفز قليلاُ ويمكن تسميتها «رقصة التبول» القيام بهذه الحركات يتكرر عند كل شعور تبول، في البداية خوفاً من العقاب، وفي مراحل متقدمة من العمر تكون بسبب عدم الرغبة للذهاب لدورة المياه للانشغال باللعب أو مشاهدة التلفزيون أو استعمال الألعاب الالكترونية المختلفة والكثيرة، وذلك ما بين السن 4-8 سنوات، عند قيام الطفل بهذه الحركات يتلاشى شعور الرغبة بالتبول لمدة ساعة أو ساعتين، مما يكسبه وقت أطول في اللعب ينتج عن هذا الأسلوب نمو وتضخم في عضلة محبس البول مما يؤدي إلى صعوبة إرخاء هذه العضلة وينتج عن ذلك اضطراب في تفريغ المثانة من البول وصعوبة في بدء التبول وتقطع في إخراج البول، ويتعلم الطفل مبكراً أن أحد أسباب التبول هو شرب السوائل فيتم تقليل شرب الماء إلى درجة قليلة جداً وهذا يؤدي إلى حدوث إمساك مزمن، إن حدوث الإمساك المزمن يؤدي إلى زيادة في حبس البول في المثانة لمدة طويلة مما يؤدي إلى التهابات في البول، وحدوث الإمساك المزمن يؤدي أيضاً إلى التهابات في البول، وتكرر التهابات البول يؤدي إلى تغييرات فسيولوجية في عضلات جدار المثانة مما يؤدي إلى حدوث انقباضات لا إرادية تؤدي إلى التبول اللا إرادي عندما لا يمكن للمثانة إفراغ البول والطفل في حالة اليقظة، وتحكم شديد في محبس البول يؤدي ذلك إلى إفراغ المثانة عندما ينام الطفل مما يؤدي إلى حدوث التبول في الفراش، في كثير من الأحيان يشترك هؤلاء الأطفال في سلوكياتهم وتتمثل في قوة الشخصية والميل للعناد.

  إن إهمال هذا الأسلوب الخاطئ للتبول قد يؤدي إلى حدوث استرجاع في البول وهي حالة مرضية يتم فيها رجوع البول إلى الكلى عند التبول مما يؤدي إلى زيادة احتمال الالتهاب في الكلى مما ينتج عنه تلف في أنسجة الكلى وضعف في عمل الكلى وحدوث فشل كلوي لا قدر الله.

   وتتم معالجة هذه الحالة أولاً بالكشف السريري وإجراء الفحوصات المخبرية والإشعاعية لتقييم الحالة ومدى تطورها ويتم بعدها إرشاد الأهل والطفل بالطريقة الصحيحة للتبول عن طريق تعويد الطفل على التبول عند الشعور بالحاجة للتبول من دون أي تأخير، تعويد الطفل على التبول بشكل منتظم كل 3-4 ساعات، الإكثار من شرب السوائل، تجنب الإمساك، تشجيع الطفل على الالتزام بهذه المواعيد من حيث تطبيق مبدأ الثواب والعقاب، الاتصال بالمدرسة للسماح للطفل بالذهاب إلى دورة المياه عند الحاجة، تعويد الطفل على أخذ الوقت الكافي لتفريغ المثانة في دورة المياه، تعليم الطفل كيفية إزالة الملابس الداخلية كاملاً مع إبعاد الرجلين عن بعضهما لإراحة محبس البول، المثابرة والصبر على الأطفال ومتابعتهم، مع التنبيه على ضرورة معالجة الالتهابات في البول إذا وجدت وذلك بالمضاد المناسب وتحت إشراف طبي.



ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

المواضيع الجديدة

الكُنَّاشة : آفاق علمية

أوقات الصــــــلاة بمدينة طبرق

تابعنا

sayat.me