آخر المواضيع

الأربعاء، 28 مايو 2014

الحمل وأمراض القلب.. التوعية الصحية تجنب الجنين وأمه المضاعفات المحتملة ...

الغالبية يستطعن الإنجاب ولكن يفترض عليهن التنسيق وسبع لا يسمح لهن

الحمل وأمراض القلب.. التوعية الصحية تجنب الجنين وأمه المضاعفات المحتملة !


الغالبية العظمى من مريضات القلب
 يستطعن الزواج وتحمل تبعاته
جريدة الرياض - د. خالد النمر - الأربعاء 16 جمادى الاخرة 1435 - 16 ابريل 2014م - العدد 16732 :

 رأيت حديثا عدة حالات لمشاكل في القلب أثناء الحمل كان من الممكن بسهولة تفاديها بشيء بسيط من الوعي والثقافة الصحية وتخطيط الزوجين مع طبيب القلب قبل حدوث الحمل.. بدلا من ان توضع الحامل وزوجها وطبيب النساء والولادة وطبيب القلب أمام خيارات صعبة قد تؤثر على حياة الجنين او حياة الأم او كليهما.. وسنعرض ثلاث حالات رأيتها حديثاً ونعلق بعد كل حالة بشيء من التفصيل وماهي النتيجة التي انتهت إليها تلك الحالة؟ وكيف من الممكن تفاديها مستقبلا؟.


الحالة الأولى:
سيدة عمرها 32 سنة لديها ضعف متوسط في عضلة القلب من الوراثي.. وحالتها مستقرة على العلاجات وهي تمارس جميع أنواع النشاطات الرياضية التي تريدها.. وكما هو معلوم طبيا ان هذا الضعف بتلك الدرجة لا يمنعها من الحمل ولكن يجب ان تخطط للحمل وتتابع مع طبيب الحمل والولادة وطبيب القلب خطوة بخطوة.. وباجتهاد منها قامت بإيقاف أدوية القلب خوفاً على الجنين.. ثم حملت.. وفي الشهر الرابع من إيقاف الأدوية أصبحت تعاني تجمعا للسوائل في الرئتين وتورم الأقدام وتدهوراً في نشاط عضلة القلب.. ثم أتت الى العيادة؟
التعليق: كان الخطأ في إيقاف الأدوية مما زاد درجة ضعف القلب وقابليته لتجميع السوائل في الرئتين مع زيادة حجم الدم خلال الحمل 50% وكان من الممكن ان توزن المنافع والمضار في حال رغبتها للحمل وإذا اختار الزوجان الحمل.. تأخذ أدوية معينة تعارضها مع الحمل بدرجة أقل ومضاعفاتها كذلك اقل من غيرها حتى يمكن لسفينة الحمل الإبحار بحذر وهدوء في هذا البحر الذي من المعروف انه كثير الموج والعواصف وتفادي المضاعفات قدر الإمكان.. وكانت تلك الحامل تريد ان تكمل هذا الحمل مهما كلف الامر حتى لو كلفها حياتها!! وهذا بلا شك إلقاء بالنفس إلى التهلكة..
النتيجة: توفي الجنين بسبب نقص الأوكسجين وتم إخراجه طبياً.
الحالة الثانية:
سيده لديها ارتجاع شديد في الصمام المترالي وكان هناك بداية توسع في العضلة وارتفاع في الضغط الرئوي وطلب منها ان تبدل الصمام ولكنها رفضت.. وفضلت الأدوية.. وخلال الولادة لم تستطع التنفس لتجمع السوائل في الرئتين واضطر الفريق الطبي لإخراج الجنين عن طريق العملية القيصرية.
التعليق: بلا شك أنها أخطأت بعدم إصلاح مشكلة الصمام قبل الحمل على الرغم من ان ارتجاع الصمام المترالي من المعروف انه يتماشى مع الحمل إلا إذا كان هناك بداية ضعف بالعضلة او ارتفاع في الضغط الرئوي كما في حالة المريض أعلاه.. فحملها بدون مشاورة طبيب القلب وضع حالتها الصحية في عنت شديد أمام زوجها وفريقها الطبي المعالج فإما إسقاط الجنين أو تدهور حالة المريضة..
النتيجة:نجت الأم والجنين في اللحظات الأخيرة بفضل الله..
الحالة الثالثة:
سيدة إثناء حملها الأول عانت من ضعف شديد في عضلة القلب "النوع الذي يحدث مع الحمل" وبعد معاناة طويلة في المستشفى ودخول للعناية المركزة مرتين خلال الحمل.. نصحها طبيبها بوضوح بتفادي الحمل نهائياً لأنه خطير على القلب.. ولكنها حملت ولم يكمل طفلها الأول سنة واحدة ودخلت للعناية المركزة على جهاز التنفس الصناعي وهي في الشهر الخامس.. وزوجها يصر على إكمال الحمل أما والد الحامل يصر على إسقاطه لإنقاذ ابنته؟
التعليق: بالإصرار على الإنجاب أو عدم اتخاذ وسائل منع الحمل المناسبة وضعت نفسها وزوجها وجنينها وأهلها في موقف حرج جدا.. فهم بين خيارين حرجين إما إنقاذ الأم بإسقاط الجنين أو تعريض الأم للهلاك بإكمال الحمل.. وقد يقول قائل الحياة لا يعطيها ولا يأخذها إلا الله سبحانه وليس الأطباء !! وقد صدق في ذلك ولكنه يجب ان يعلم ان الله وضع قوانين في الكون لا تحابي مؤمناً ولا كافراً فمن يسقط في البحر وهو لا يعرف السباحة سيغرق سواء كان مؤمناً أو كافراً إلا أن يشاء الله.. ومن يلقي بنفسه من جسر معلق فوق الأرض سيموت مهما كانت ديانته.. لأن قوانين الله لا تحابي أحداً.. أضف على ذلك أن سيد المرسلين أمرنا بالتداوي"تداووا عباد الله" فأنت بالوقاية إنما تفر من قدر الله الى قدر الله.. كما ورد في الأثر.



عدم علاج أمراض القلب يزيد من نسبة الإسقاط المبكر

النتيجه: توقف قلب الأم على جهاز التنفس الصناعي ومع الانعاش توفي الاثنان معاً الأم وجنينها.
ماهي السبع حالات المرضية التي لايسمح فيها بالحمل؟
وهي امراض القلب التي تكون فيها مخاطر الحمل عالية على الأم والجنين:
1- فشل القلب الشديد في الزوجة عند المرحلة الثالثة/ الرابعة بأسبابه المتعددة.
2- ضعف عضلة القلب حول الولادة.
3- وجود صمامات معدنية للقلب (نسبياً وتقل المخاطر بالتخطيط لذلك الحمل).
4- من لديها زراعة للقلب.
5- من لديها أمراض وراثية للقلب تسبب الازرقاق CYANOTIC HEART.DISEASE
6- من لديها تضيق شديد في الصمام الأورطي أو تضخم عضلة القلب الموضعي المسبب للتضيق الشديد في مجرى البطين الأيسر HOCM.
7-ارتفاع الضغط الشديد في الشريان الرئوي.
ومن المهم معرفة أن الغالبية العظمى من مرضى القلب تستطيع الزواج وتحمل تبعاته سواء كان المريض ذكراً أو أنثى ولكنه يحتاج الى متابعة دقيقة مع طبيبه المعالج، ويتم تقييم حالة المريض بصفة دورية ومناقشة الخيارات العلاجية مع المريض وشريك حياته، أما إذا وصلت حالته الى مرحلة عدم الاستطاعة و"العجز البدني" سواء للواجبات المنزلية أو الأسرية فالطرف الآخر بالخيار شرعاً فلا ضرر ولا ضرار.. وإن كان الوقوف مع شريك العمر وقت الحاجة من سمو الأخلاق ومما يندب إليه شرعاً.
والخلاصة:ان غالبية مريضات القلب يستطعن الحمل والإنجاب ولكن يفترض عليهن التنسيق المسبق مع طبيب القلب وطبيب النساء والولادة في ذلك قبل الحمل وأثناء الحمل وأثناء الولادة وأثناء مرحلة النفاس.. فالوقاية وتفادي المضاعفات المرضية لا تقدر بثمن، خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بنفسين في جسد واحد.

مريضات القلب يجب عليهن التنسيق مع طبيب القلب وطبيب النساء والولادة قبل الحمل وأثناء الولادة ومرحلة النفاس

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

المواضيع الجديدة

الكُنَّاشة : آفاق علمية

أوقات الصــــــلاة بمدينة طبرق

تابعنا

sayat.me