أميرة والوجع
رواية
حسين نصيب المالكي
المكتبة العربية للنشر والتوزيع
الطبعة الأولى
2024م
الميلاد والطفولة
(وأخيراً عندما وجدت نفسي طريحة الفراش، في الحجرة رقم 13 بمستشفى الوحدة، شردت بذهني للوراء، لأكثر من خمسين سنة مضت، وفتحت كراسة يومياتي، وأخذت أتصفح ماكتبته طيلة تلك السنوات الطويلة).
طبرق أَيَّتُهَا المدينة الأثيرة لديَّ، والغالية عندي، والتي يُحيط بكِ البحر من ثلاث جهات، كم يجرفني الحنين إليكِ، ويقذفني في بحار عشقكِ، أغرق شوقاً لذكريات طفولتي فيكِ، وأطبع قبلة فوق جبينك الوضاء، وأهديكِ هذه الصفحات من دفتر ذكرياتي، وأنقش بأناملي، ونبض قلبي ودفء أنفاسي، اسمكِ مدينتي، لاشئ يستحق الذكر سواكِ، أنتِ باقية في قلبي وخيالي، باقية في ابتسامات أطفالك، أراك في شروق الشمس، وتغاريد العصافير، وفي عيون العاشقين، أنتِ مسقط رأٍسي، سألت أمي عندما كبرت:- هل تتذكرين يا أمي متى ولدت؟.
أجابتني أمي قائلة :- لقد أنجبتك يا ابنتي في طبرق بعد زلزال المرج بسنة واحدة.
يومها كان أبوك يعمل في حديقة القصر الملكي، براتب شهري لا يزيد عن عشرة دنانير، وبالمناسبة يومها خرج الملك إدريس من قصره، مع الضحى وأخذ يتمشى في الحديقة، فجرى نحوه والدك وحياه، وقبل يده فسأله سيدي إدريس :- ماذا تريد؟.
قال له على الفور :- مولاي أريد إجازة هذا اليوم فقد رزقت بمولودة.
أجابه الملك مبتسماً :- مبارك وماذا اخترت لها من الاسماء؟.
أجابه :- لم اسمها بعد.
قال له الملك :- سمها أميرة .
وحدثني والدك يومها عند عودته، كيف نادى الملك إدريس، على أحد موظفيه، فهرول إليه، وهمس له في أذنه ببضعة كلمات، وأمره بالذهاب لرئيس الديوان، وبعد دقائق أقبل الموظف وأحضر معه ظرفاً، مده الملك لوالدك قائلا له:- هذه هدية بسيطة لك مني بمناسبة إطلالة الأميرة، واعتبر نفسك في إجازة اليوم وغداً.
فشكره والدك ودعا له، وبعد أن خرج من باب القصر، متجهاً نحو الشقة على قدميه، فتح المظروف فوجد بداخله مبلغاً من المال، عد الأوراق النقدية، فوجدها مائة جنيه، اغتبط بها كثيراً، فهي مبلغ كبير بالنسبة له في ذلك الزمن، واشترى لنا من المائة جنيه خروف (ثني) وخضروات وفاكهة، ذبحه في أسبوعك وسلخه، وتغدى عليه عندنا الأهل والأقارب وبعض الجيران.
تحميل الرواية
👇
👇
تحميل الرواية من قناة التيلغرام
👇
https://t.me/Torbruk_Library/1255
تحميل الرواية من linkedin
👇
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق