آخر المواضيع

الأحد، 8 مايو 2016

صيدليات تتحول لعيادات خاصة...



65 % من الأدوية في المملكة تصرف بلا وصفة طبية 

صيدليات تتحول لعيادات خاصة..!

صرف الأدوية بدون وصفة طبية خطر على صحة المريض

جريدة الرياض -  تحقيقات وتقارير قد يكون من الطبيعي أن تدخل صيدلية لتطلب دواء معيناً أو تطلب من الصيدلي دواء مناسباً لمرضٍ ما، فقد أصبح صرف الأدوية بدون وصفة طبية أمرا معتادا، متناسين الأضرار التي قد تحدث نتيجة صرف دواء خاطئ، ولعل انعدام الثقافة الصحية في المجتمع ككل انعكس سلباً في قطاع الصيدليات، خصوصا الأهلية التي سعت إلى صرف الأدوية دون وصفات طبية رغبة في الحصول على الربح المادي، والترويج لمنتجاتها، ورغم كل التحذيرات التي تصف هذه الظاهرة بأنها السبب الرئيس في تهديد سلامة المرضى، إلا أنه هناك تراخٍ واضح من جانب الجهات المسؤولة عن مراقبة الصيدليات وفرض عقوبات رادعة تحول دون صرفهم للأدوية بغير وصفات طبية.

مهمة مشتركة

   يقول سلمان الأحمد ان الصيدلي لا يختلف عن الطبيب كثيراً، ولديه مقدرة على صرف الدواء المناسب، كما أنه ليس هناك مبرر للذهاب للطبيب عندما يشعر الإنسان بآلام خفيفة كالزكام، أو الكحة، وارتفاع درجة الحرارة، مشيرا إلى أن بعض الأدوية التي يصرفها من الصيدلية معروفة، أو سبق تجربتها ومفعولها جيد في بعض الآلام الخفيفة، أما إذا استعصى الأمر فيجب زيارة الطبيب وأخذ العلاج المناسب بوصفة طبية. أما حسن سالم فيؤكد أن صرف بعض الأدوية التي لا تصرف إلا بوصفة طبية مخالف وخاصة الأمراض النفسية والمهدئات، ولذلك يجب تكثيف الرقابة على الصيدليات حتى لا يقوموا بصرف أدوية تضر أكثر من فائدتها، فالغالبية العظمى لدينا لا يكون لديها ثقافة صحية، وكثرة استخدام الأدوية قد تتفاعل مع بعضها وتتسبب بعدة أمراض منها الفشل الكلوي أو التسمم.

تشخيص الحالات

  ويعتقد محمد الوادعي أن كثيراً من مرتادي الصيدليات يشخصون حالتهم الصحية عن طريق أنفسهم أو أصدقائهم أو حتى عن طريق الصيدلي نفسه، وذلك توفيرا للجهد من الذهاب للمستشفى والانتظار إلى حين الدخول على الطبيب، مضيفا أن هذا بلا شك شيء خاطئ ولكنه يعتبر للبعض منقذا وحلا سريعا، خاصة في الأمراض العادية كالصداع والزكام والكحة وغيرها.

   وقالت زهور علي: هناك أدوية يجب ألا تصرف إلا بوصفة طبية، خاصة أن بعض الصيادلة يستغلون جهل الغالبية بشركات الدواء ويصرف لهم أدوية معينة ليزيد من نسبة أرباحه، على حساب المستخدم، فكم من استخدام خاطئ لأدوية تسببت في تشوهات أو تفاقم مشاكل صحية، نتيجة أن الدواء المصروف من قبل الصيدلي لم يتوافق مع جسم المريض، خاصة إذا كان المستخدم لديه سكر أو ضغط أو كلسترول أو ربو أو غيرها من الأمراض التي تحتاج أدوية خاصة.

أسعار منخفضة

وأوضح عزت محمود -صيدلي- أن أسعار الأدوية في المملكة من أرخص الأسعار مقارنةً بدول المنطقة، بل اصبحت الأسعار لدينا مرجعاً لكثير من الدول المجاورة، لافتاً إلى أن دراسة حديثة بيّنت أن سعر الدواء لدينا أقل من بقية دول مجلس التعاون في حدود( 20- 30%).

  وأكد عزت أن وجود حالات كثيرة لأخطاء طبية تحدث بسبب تجاوزات من بعض الصيادلة في الاعتداء على اختصاص الطبيب بتشخيص المرض للمريض، وصرف أدوية من المفروض أن تكون بوصفة طبية، كما أنه لا يرى بأساً في صرف دواء وصفي في الحالات الطارئة فقط، كأن يكون مكان سكن المريض في منطقة بعيدة عن المستوصفات والمستشفيات على أن يراعي الصيدلي التنبيه على المريض بالتوجه في أقرب فرصة لمراجعة الطبيب.

التاريخ الطبي

  وأضاف عزت أن إصرار الناس أحيانا يدفع بالصيدلية لتشخيص الأمراض وصرف الأدوية بدون وصفة، سعيا من المرضى لتوفير القيمة المادية للكشف الطبي التي يراها بعضهم مرتفعة ومُبالغا بها، خصوصاً مع الأمراض البسيطة، إضافة إلى مبالغة بعض الأطباء في صرف مجموعة كبيرة من الأدوية إلى المرضى قد يكونون ليسوا بحاجة لها.

  ويضرب عزت أمثلة عن بعض المرضى الذين يأتون إلى الصيدلية دون مراجعة الطبيب ويطلبون دواءً معيناً أو مضاداً حيوياً بتركيز كبير 500 ملجم لالتهاب الحلق دون تحديد نوع معين أو وصفة طبية، رغم أن المضادات بجميع أنواعها تدخل تحت لائحة الأدوية الوصفية الممنوع صرفها دون وصفة طبية، وأيضا بعض أدوية الضغط المدرة للبول قد تضر بمريض القلب ضرراً شديداً، لذا يجب الحذر وعدم تهاون الصيدلي في صرفها دون وصفة.

  وقال عزت ان الصيدلي أمام حالات كهذه لا يملك الاختصاص العلمي، وأدوات التشخيص من تحاليل وأشعة، ولا يعرف كذلك التاريخ الطبي للمريض الذي يعد مهماً في هذه الحالات، لتحديد الدواء المناسب، مؤكدا أن كثيرا من الصيادلة يلجأ لصرف المضادات الحيوية وبعض أنواع الأدوية الوصفية الأخرى للمرضى دون وصفات، مبرراً ذلك بارتكازهم على رغبة المرضى، ورغبة بعض الصيدليات الأهلية في الربح المادي دون الالتفات لسلامة المريض.

جولات مفاجئة

  وأبان عبدالرحمن السيد -صيدلي- أن الجولات الرقابية التفتيشية التي يقوم بها مراقبو صحة البيئة، ومفتشو إدارة الرخص الطبية وشؤون الصيدلة بالشؤون الصحية مفاجئة، وتتم بشكل دوري، مضيفا أن التفتيش يرتكز على الأدوية المغشوشة أو المحضرة بنفس الصيدلية، وهذه نادرا ما تكون موجودة إلا بوصفة طبية وتحت إشراف طبي، وأكد أن هناك أدوية مدرجة في الدليل السعودي للأدوية اللاوصفية تصرف دون وصفة طبية «OTC» مثل: أدوية الصداع، والزكام، والمطهرات، ومرخص للصيدلي صرفها.

    وقال السيد: نسمع دائماً عن ضبط صيدليات مخالفة تمارس بيع الأدوية المقلدة، خاصة الأدوية المنشطة لعلاج ضعف الانتصاب، والمنشطات المحظورة غير المسجلة بوزارة الصحة، وأعشاب تخسيس غير مرخصة، وخلطات تبييض عالية التركيز خلال جولات رقابية يقوم بها مراقبو صحة البيئة والشؤون الصحية بشكل مفاجئ ما يؤكد وجود هذه الظاهرة في قطاع الصيدليات، خاصة الصيدليات الأهلية التجارية التي يتم فيها ذلك عن اتفاق مسبق بين الصيدلي والطبيب رغبة في الكسب المادي السريع.

دراسة متخصصة

  وكشفت دراسة متخصصة أن (65%) من الأدوية في المملكة تصرف بلا وصفة طبية، حيث يتغاضى الصيادلة عن السؤال عنها عند صرفهم الدواء للمستهلك، وأظهرت الدراسة التي أجرتها مجموعة من طلبة جامعة الخليج العربي بالبحرين حول سلوك المستهلك السعودي للدواء في منطقة الأحساء، والتي شملت 385 شخصاً، أن (14%) من عيّنة البحث لا يستخدمون أيّ وصفة طبية عند شراء الأدوية، وأن(37%) لا يعلمون أن شراء الدواء يحتاج لوصفة طبية، وأوضحت الدراسة أن (10%) فقط يعتمدون على الوسائل الحديثة كالإنترنت للحصول على المعلومات عن الدواء، فيما (62%) يعتمدون على الطبيب أو الصيدلاني كمصدر وحيد لأخذ معلومات عن الأدوية، وأوصت الدراسة الجهات المسؤولة باتخاذ التدابير اللازمة لتطبيق الشروط القانونية، خصوصاً أن (65%) من عيّنة البحث، أكدوا أن الصيدلي لا يسألهم عن الوصفة الطبية عند شراء الدواء، ما يعد مخالفة قانونية تقتضي العقوبة.

image 0

الطبيب أو الطبيبة وحدهما القادران على التشخيص السليم للمريض

image 0

كثير من المرضى لا يدركون مضاعفات تداخل بعض الأدوية مع بعضها

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

المواضيع الجديدة

الكُنَّاشة : آفاق علمية

أوقات الصــــــلاة بمدينة طبرق

تابعنا

sayat.me