غالبية المرضى يعيشون حياة طبيعية
ولا يحتاجون سوى متابعة سنوية ..
الصمام الأورطي ثنائي الشرفة ...
أكثر أمراض القلب الوراثية شيوعاً!
تغير تدفق الدم عند تضيق الصمام الأورطي ثنائي الشرفات
جريدة الرياض - د.خالد النمر :
(يوسف)جاء شاب في نهاية العشرينات إلى عيادة القلب نحيل الجسم شاحب الوجه خفيف الذقن ويبدو عليه الاضطراب والتوتر...وعندما جلس بدأ بقوله: يادكتور أنا ما فيني إلا العافية وموظف في بنك وحياتي مستقرة وأمارس الرياضة مع زملائي ولا أشتكي من أي أمراض مزمنة ولا آخذ أي أدوية ...ذهبت إلى الطبيب العام أشتكي من كحة بسبب زكام شديد والتهاب فيروسي أصبت به...وكانت كحة جافة ..وعندما بدأ الطبيب يسمع قلبي أخذ وقتا طويلا في الإصغاء للسماعة ثم قال لي عندك صوت في القلب !! متأكد يادكتور فأجاب بالإيجاب وأنه في الغالب لدي تضيق في الصمام الأورطي واحتمال أحتاج أن أغيره خلال سنتين!! أو تتدهور عضلة القلب إذا اهملته ؟!...نزل كلام الطبيب كالصاعقة علي وكانت صدمة بكل معنى الكلمة فأنا مقبل على الزواج قريبا ومازال أمامي الكثير من الأحلام لتحقيقها ...فأحسست أن كل ذلك ذهب مع إدراج الرياح أمام ناظري...كان أخي يرافقني فغضب وطلب مني المغادرة وشكك في كلام الطبيب وطلب مني التأكد بزيارتك وإخباري بالضبط ماذا أعاني منه.
بإجراء الكشف السريري على (يوسف) وتأكيده بالفحوصات أتضح أان الحالة التي يعاني منها الشاب هي الصمام الأورطي ثنائي الشرفة...وسأبسط الحديث حول هذا الموضوع بعرض أسئلة المريض وأجوبتها اللي دارت في ذلك اللقاء لفائدة القراء الكرام ومن أصيب بهذا المرض وأقارب المرضى الذين يعانون المرض.
س1: ما هو مرض الصمام الأورطي ثنائي الشرفة؟
هو أكثر الامراض الوراثية للقلب انتشارا حيث أنه يصيب حوالي 1% من البشر....وهو يكثر في الرجال إلى ثلاثة أضعاف انتشاره مقارنة بالنساء ..ومن الممكن أن يكون أبواه مصابين به ومن الممكن أن يكون هو الوحيد في العائلة المصاب به او ما يسمى في علم الوراثة (الطفرة) ومن الممكن أن يكون التغير في الصمام لوحده أو مع تغيرات وراثيه أخرى في القلب أو الشريان الأورطي أو غيرهما من أعضاء الجسم...وهو يكثر في المرضى الذين يعانون من مرض تيرنر الوراثي في الفتيات وكذلك ممن يعانون تضيق الأورطي الوراثي في الجزء النازل منه...الغالبية يكتشفونه مصادفة كما حدث عن طريق سماعة الطبيب في الفحص العام ولكن هناك من يأتي على شكل التهاب بكتيري وحرارة بسبب التصاق البكتيريا بالصمام واتلافه وانتشارها في الدم ...وهناك من يأتي على شكل أعراض تضيق الصمام وهي بالمناسبة أكثر من أعراض ارتجاعه وتأتي على شكل ضيق التنفس أو ألم الصدر أو الإماء ..أما إرتجاع الصمام فتأتي على شكل ضيق التنفس والخفقان وأعراض ضعف القلب وأخيرا قد تأتي على شكل فتق في بطانة الأورطي وهي تأتي على شكل ألم شديد في الصدر مع ارتفاع في الضغط في الضغط في جانب وهبوط للضغط في جانب آخر من الجسم.

شكل تضخم الأورطي في إحدى حالات الصمام ثنائي الشرفات
س2: ماهي مضاعفات هذا المرض؟
الغالبية العظمى من الحالات يعيشون حياه طبيعية ...ولا يحتاجون سوى متابعه سنوية أما المضاعفات النادرة فهي: تضيق الصمام أو إرتجاعه التهاب البكتيري للصمام توسع الشريان الاورطي وماجد يصاحبه من فتق في الاورطي.
س3: هل من الممكن أن يصيب ابنائي؟
نعم.... جميع الأقارب من الدرجة الأولى الأب الأم والأخوان والأخوات والأبناء والبنات يجب فحصهم لهذا التغير الوراثي بالأشعة الصوتية سواء في الصمام أو جذر الشريان الأورطي.
س4: هل من الممكن ان اتزوج؟
نعم من الممكن أن تتزوج وتأخذ المنشطات الجنسية إن شئت وليس هناك ما يمنعك من القيام بواجباتك الأسرية.
س5: هل يمنعني من السفر أو الرياضة؟
ج: ليس هناك ما يمنعك حاليا من السفر أو الرياضة غير العنيفة.
س: هل إذا ذهبت إلى طبيب الأسنان لابد من أخذ مضاد حيوي؟
ج: لا..فالتوصيات العلمية الحديثة لجمعية القلب الأمريكية لا توصي بذلك فمن يحتاجون علاجا للأسنان أو اللثة مهما كانت نوعية العلاج: خلع، تنظيف، حشوات، علاج عصب، تقويم... فهم لا يحتاجون إلى مضاد حيوي كوقاية من ناحية القلب ويترك القرار للدواعي الطبية من ناحية الأسنان لطبيب الأسنان نفسه ويستثنى من هذه القاعدة من لديهم صمام صناعي أو سبق أن أصيب المريض بالتهاب بكتيري في الصمامات أو لديه أمراض وراثية في القلب من الطفولة قد تسبب الإزرقاق أو لديه زراعة للقلب.
والخلاصة أن الصمام الاورطي ثنائي الشرفات هو من أكثر أمراض القلب الوراثية شيوعا ومن السهل متابعته والتعامل معه ومع مضاعفاته ولكن يحتاج المريض إلى متابعه مستمرة وبشكل منتظم مع طبيبه المتابع لحالته.

شكل الصمام الاورطي ثنائي الشرفة في الأشعة الصوتية
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق