آخر المواضيع

الخميس، 12 يونيو 2014

في قلوبنا.. محطتان كهربائيتان تصدران تياراً ينظم نبضات القلب

العلاقة بين القلب والدماغ معقدة جداً ولا يعرف عنها العلم الحديث إلا قليلاً
في قلوبنا.. محطتان كهربائيتان تصدران تياراً ينظم نبضات القلب!

جريدة الرياض - د. خالد النمر الأربعاء 13 شعبان 1435 هـ - 11 يونيو 2014م - العدد 16788 , صفحة رقم:(40) 
     لكثرة الأسئلة عن كهربائية القلب وطلب كثير من المرضى وأقاربهم الإجابة عن مفاهيم محددة فيها سنعرض في هذا الحديث الى ثلاثة مفاهيم مهمة: ما هو الشكل العام لكهربائية القلب؟ ما هو الكي الكهربائي للقلب؟ ماهي العلاقة بين القلب والدماغ وتأثير ذلك على كهربائية القلب؟.

الشكل العام لكهربائية القلب:
   لقد أبدع الله سبحانه خلقه في السموات والأرض وأتقنه إلى حد الإعجاز الرباني والإعجاز في خلق الإنسان اقل صعوبة من ذلك بكثير وأن كان كل ذلك هين لمن أمره بين الكاف والنون..
    لقد جعل الله للقلب البشري محطتين كهربائيتين لتوليد الطاقة أولهما توجد في الأذين الأيمن وتحديدا حول مدخل الوريد الأجوف العلوي في ذلك الأذين وهي مجموعة خلايا عصبية لا يمكن تمييزها بالعين المجردة من باقي القلب ولكن يمكن تمييزها بنشاطها الكهربائي المتميز فهي تصدير تيارا كهربائيا ينظم نبضات القلب وهي التي تسارع القلب عند الغضب والركض وهي كذلك التي تحدد تباطؤه عند النوم وتسمى علميا "العقدة الأذينية الجيبية"وهي محطة الكهرباء الرئيسية للقلب ثم أن هناك ثلاث حزم توصيلات عصبية كهربائية "أرضية" توصل التيار الكهربائي إلى المحطة الاحتياطية وتسمى "العقدة الأذينية البطينية" ثم بعد ذلك هناك توصيلات عصبية داخل عضلة القلب توصل الكهرباء على شكل ألياف عصبيه للبطينين، ومن العجيب في خلايا القلب نقطتان تتميز بهما عن غيرهما من خلايا الجسم حتى الدماغ: أولهما أنها تستطيع ان تنتج كهرباء ذاتية تؤدي إلى الانقباض وثانيهما: أن توصل تلك الكهرباء إلى الخلايا المجاورة.. ومن إبداعه سبحانه أن جعل هناك عازلا كهربائيا بين الأذينين والبطينين ولا يسري التيار بينهما إلا خلال الظفيرة لكي يتم تنظيم التوصيل الكهربائي بين الأذينين والبطينين تبعا لنوعية وطبيعة عملهما.. فسبحانه ما أتقن صنعه...
ب: ما سبب عدم انتظام كهرباء القلب؟ ومتى ينصح بالدراسة الكهربائية؟
  عدم انتظام نبضات القلب لا يعني عدم صحة ذلك القلب.. وقد تحدث كثيراً في القلب الطبيعي ولكن مهمة طبيب القلب أن يتأكد انه ليس هناك سبب مرضي خطير لذلك الخفقان.. كما أنه ليس كل عدم انتظام في نبضات القلب يجب أن يشعر به المريض فبعض مشاكل كهرباء القلب "ساكنة" لا تظهر أعراض نهائيا إلا بمضاعفاتها مثل الإغماء أو جلطة في الدماغ أو الساقين.. كما انه ليس كل خفقان يجب أن يكون مرضي فبعض الخفقان من أسباب مرضية ليس لها علاقة بمرض في القلب مثل الربو ونقص الأكسجين وفقر الدم وتغير الأملاح في الدم مثل هبوط البوتاسيوم أو المغنيسيوم أو قصور الكلى أو جلطات الدماغ أو فشل الكبد أو ارتجاع المرئ.. الخ. كما أن هناك أسبابا مرضية تتعلق بالقلب مثل نقص تروية القلب بسبب تضيق الشرايين، عدم التحكم بالضغط، ضعف العضلة الشديد أو تليف جزء من جدار القلب بسبب جلطة سابقة.
دراسة كهرباء القلب:
  ليس كل حالة خفقان تحتاج إلى قسطرة كهرباء القلب وإنما هناك دواعي علمية معروفة ومتفق عليها يحول فيها المريض إلى دراسة كهرباء القلب وربما الكي الكهربائي إذا استدعى ذلك.
1. من كان لديه أعراض اضطراب العقدة الجيبية مثلا الإغماء ولم يثبت ذلك بدليل سببي واضح يربط نوعية الخفقان بنوعية ذلك المرض تحديداً.
2.من كان لديه انسداد كامل من الدرجة الثالثة في الظفيرة الكهربائية ولديه جهاز منظم لنبضات القلب ولكنه لازال يشتكي من أعراض الإغماء.
3.مريض لديه انسداد جزئي في الظفيرة ويحتاج إلى أدوية قد تزيد من تدهور حالة التوصيل الكهربائي.
4. كيّ مسار كهربائي زائد أو بؤرة كهربائية تسبب عدم الانتظام ولم يتم التحكم بها بالأدوية.
5. من توقف قلبه نهائيا وعولج بالإنعاش القلبي الرئوي وليس هناك سبب واضح للتوقف غير احتمال اختلال الكهرباء.
 .6من لديه ضعف في عضلة القلب وتسارع بطيني متقطع.
7. إذا كان الخفقان بطينيا من بؤرة واحدة ويسبب الكثير من الأعراض حتى مع الأدوية والمريض يريد تجربة الكي الكهربائي لتلك البؤرة.
8. الخفقان الذي يسبق نوبة الإغماء.
ماهي العلاقة بين القلب والدماغ وتأثير ذلك على كهربائية القلب؟.
    العلاقة بين الدماغ والقلب معقده جداً ولا يعرف عنها العلم الحديث (إلا قليلا) ومما نعرف حقائق علمية واضحة وبأدلة وهي:
أولاً: تأثر القلب بالجلطة يؤثر على عمل الدماغ كثيراً فبعض المرضى يصابون بالاكتئاب 25% حتى أن ضعف القلب في من لا يعاني من أعراض نهائيا قد يسبب التوتر والاكتئاب كأعراض جانبية للمرض وليس كردة فعل للمريض بل أن الأبحاث الطبية وجدت أن حوالي 10% من أمراض القلب تأتي على شكل أمراض نفسية فمثلا ارتفاع الضغط الشديد قد يسبب تغيرا في الشخصية مؤقتا وقد رأيت حالات يصل فيها الشخص إلى أعراض تشابه الفصام والشكوك التي تصل إلى حد الهوس بمن حوله.
ثانياً: تأثر الدماغ بالجلطة يسبب عدم انتظام في نبضات القلب وكذلك انقباض العضلة أو فشل القلب.
ثالثاً: في الظروف الطبيعية وليست المرضية هناك تواصل هرموني وكهربائي مباشر وعالي المستوى وعالي الدقة بين القلب والدماغ.
رابعاً: أثناء الإجهاد الفكري والتفكير العميق يزداد جهد القلب ونقص التروية في من لديهم مشاكل في شرايين القلب.
خامسا: يتحكم الدماغ الى حد ما في نبضات القلب والضغط الشرياني في حالات الغضب والانفعال والراحة والنوم وقبل زيارة الطبيب..الخ.
سادساً: في الجسم البشري الواحد يستطيع الدماغ أن يتعامل مع قلب آخر متقارب له في أنسجة الجسم المناعية ولكن لم تنجح زراعة الدماغ حتى تاريخه.
أدام الله عليكم لباس الصحة.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

المواضيع الجديدة

الكُنَّاشة : آفاق علمية

أوقات الصــــــلاة بمدينة طبرق

تابعنا

sayat.me