إدمان الإنترنت عادة سلبية يؤدي إلي الاكتئاب والعزلة ...

يؤدي إلي الاكتئاب والعزلة 

إدمان الإنترنت عادة سلبية

محيط : لهنّ - فاطمة  بدار :

     إدمان الإنترنت ظاهرة لم تعد تخفي علي أحد فقد أصبح وسيلة الاتصال الاكثر انتشاراً وتفاعلا وسرعة في نقل الاحداث والأاخبار خاصة مع نتشار التكنولوجيا ، فنظرا للتقارب الشديد والتواصل مع العالم صار العالم بين أيدينا بكبسة زر ، وصار الجلوس على الانترنت لأي هدف هو نوع من الإدمان  .

وقد ظهرت دراسات عديدة حول إدمان الأفراد للانترنت حيث أظهرت دراسة حديثة أن تعريف "الاستخدام المطول للإنترنت" كإدمان ليس بتشخيص رسمي إلا أن عوارضه المحتملة تشمل قضاء ساعات طويلة في الإبحار في الشبكة العنكبوتية بشكل يتعارض مع أداء المهام اليومية واتخاذ القرارات و يؤدي ادمان الانترنت إلى العزلة وتغير المزاج وانقطاع العلاقة الأسرية.

خطر قائم :

   كما أوضحت الدراسة أن إشكالية إدمان الإنترنت تكمن في أن معظم مستخدمي الإنترنت لا يعرفون حدود أو خطورة هذه الظاهرة وبالتالي فهم عُرضة لخطر الإدمان دون أن يشعروا بذلك.

        وأرجعت الدراسة أسباب ادمان الانترنت الى : السرية حيث إن الإمكانية التي يوفرها الانترنت في الحصول على المعلومات والتعرف على الأشخاص دون الحاجة إلى تعريف النفس بالتفاصيل الحقيقية توفر شعورا لطيفا بالسيطرة، والراحة  فالانترنت هو وسيلة مريحة للغاية، وهو يتواجد عادة في البيت أو العمل، ولا يتطلب الخروج من البيت، السفر أو استعمال المبررات من أجل استعماله، والهروب فالانترنت مثل الكتاب الجيد أو الفيلم المثير حيث يوفر الهروب من الواقع إلى واقع بديل. 

   وفى دراسة أمريكية حديثة عن إدمان الانترنت ، لاحظ جون جرهول استاذ علم النفس الأمريكي خلال الدراسة أن إدمان الإنترنت عملية مرحلية ، حيث أن المستخدميين الجدد عادة هم الأكثر استخداماً وإسرافاً لإستخدام الإنترنت بسبب انبهارهم بتلك الوسيلة ، ثم بعد فترة يحدث للمستخدم عملية خيبة أمل من الإنترنت فيحد إلى حد كبير من استخدامه له ، ويلي ذلك عملية توازن الشخص لإستعماله الإنترنت .

    وترى بعض الدراسات أن أكثر الناس قابلية للإدمان هم أصحاب الإكتئاب والشخصيات القلقة والذين يعانون من الملل كربات البيوت ،والناس الذين تكون لديهم قدرة خاصة على التفكير المجرد هم أيضاً عرضه للإدمان بسبب انجذابهم الشديد للإثارة العقلية التي يوفرها لهم الكم الهائل من المعلومات الموجودة على الإنترنت ولا يشعر المدمن بالوقت ويتسبب إدمانه في مشاكل إجتماعية واقتصادية وعملية .

   كما أظهرت دراسة طبية حديثة أن الجلوس لفترات طويلة على الإنترنت أو إدمان الانترنت يؤدى إلى الاكتئاب، و هناك دراسات طبية أكدت أن الأشخاص الذين يعتادون الجلوس على الإنترنت لفترات طويلة، وتصل إلى حد الإدمان تظهر عليهم أعراض انسحابية مثل مدمنى المخدرات، و أن الإنترنت له تأثير سلبى عليهم خاصة أنه يؤثر على الحالة المزاجية العامة لهم، بالإضافة إلى معاناتهم من اكتئاب وحالة تشبه الإدمان حيث لا يتمكنون من مفارقة الإنترنت بصورة مرضية.

عادة سلبية :

  وأوضح الباحثون أن تغير الحالة النفسية والمزاجية لمدمنى الإنترنت يعد المؤشر الأول لبداية إدمان العادة السلبية، لذلك ينصح بتنظيم وقت الجلوس على الإنترنت بمواعيد محددة، وعدم الإفراط فى وقت استخدامه حتى لا يؤثر على الأشخاص بأثره السلبى، ولابد من الانتفاع بمميزاته وتجنب أضراره.

  وعن  إدمان الانترنت لدى أفراد المجتمع وقدرتهم على  عدم استخدامه، قالت أميمة محمود – طالبة : لا يمكن الاستغناء عن الانترنت فى حياتى ، فانا طالبة هندسة ونقوم بعمل مشروعات وابحاث عن طريق الانترنت ، كما أنه مصدر معلوماتى .

وقالت منى حسن – طالبة - : لا أظن أن هناك من يستطيع الاستغناء عن الانترنت فى حياتنا ، فللانترنت فوائد كثيرة فى حياة كل منا .

  وقال محمود معوض – خريج - : لا يمكن الاستغناء عن الانترنت فى حياتى حيث أتعرف من خلاله على أخبار العالم كله والاتصال بالأصدقاء التى لا استطيع أن اراها .

عملي يتطلب ذلك :

   ومن جانبها، قالت مريم زكى – موظفة - : أنا موظفة بإحدى البنوك فالعمل يتطلب أن تكون طوال ساعات العمل أمام الانترنت للعمل ، فغصب عن الجميع أصبح ظروف العمل تتطلب الجلوس على الانترنت .

وقال أحمد راضى – مهندس - : الانترنت مهم فى حياتنا جدا لأنه يجعلنا نعرف الأحداث منذ وقوعها خاصة مايحدث من تظاهرات أو غيره فى جميع أنحاء العالم .

أما عمرو ممدوح – موظف - : كنت اهتم بالفيس بوك والانترنت فى الماضى ، ولكن حاليا لا أهتم بالانترنت الا إذا دخلت على الانترنت لتحميل وسماع أدعية قرأنية أو قرأن فقط .

وقال محمد إسماعيل – موظف - : أستطيع التخلى عن الانترنت ولا أحتاجه أبدا ، لأنه مضيعة للوقت ولا استفادة منه على الاطلاق فى نظرى .

وقالت  هدى عبد العزيز – ربة منزل - : لم أكن أتعامل مع الانترنت بأى شكل من الأشكال حتى سافر خطيبى للعمل فى الخارج وبدأت علاقتى مع الانترنت حيث أقوم بالتحدث مع خطيبى عن طريق برامج الدردشة يوميا تقريبا .

وقالت لمياء محمود – خريجة - : أن الجلوس على الانترنت يقتل الملل والفراغ الذى تعيشه البنت الأن ، كما أن الانترنت وسيلى للتقارب بين الأصدقاء ومعرفة اخبارهم واحوالهم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى .

وأيدتها فى ذلك، رنا محمد – طالبة - : أن الانترنت وسيلة للمعرفة عن أخبار الأصدقاء وأخبار العالم ومايحدث حولنا ، كما أن الانترنت لا يمكن الاستغناء عنه بأى حال من الأحوال ، فنحن نستخدمه إما لعمل الأبحاث أو للتواصل الاجتماعى أو للتسلية أيضا .

تحصيل دراسي :

وقال معتز إبراهيم – طالب - : أن الانترنت يساعده فى التحصيل الدراسى حيث يقوم بالدخول على المواقع التعليمية والاستفادة منها، كما أنه يهوى كرة القدم ويستطيع الدخول على المواقع الكروية لمعرفة كل أخبار لاعبى كرة القدم .

الآثار النفسية 

   وفى نفس السياق، قدمت دراسة أمريكية حديثة بعض الارشادات للوقاية من إدمان الانترنت وهى : تحديد أوقات معينة لاستخدام الانترنت لا يمكن تجاوزها بأي صورة، منع استخدام الانترنت في الغرف المغلقة والاهتمام بإمكانية مشاهدة ما يدخل عليه الطفل أو المراهق على الانترنت بصفة مستمرة. - تنويع الأنشطة التي يمارسها الأطفال والمراهقون داخل وخارج المنزل، الحرص على قضاء وقت عائلي ممتع، والعمل على حل المشكلات العاطفية والعلاقاتية التي قد تنشأ في البيت أو خارجه، من خلال التعبير عن المشاعر والصراعات واحترامها ومواجهتها حتى لا يصبح الانترنت وغيره من السلوكيات الإدمانية مسلكاً للهرب من المشكلات، وجعل الأسرة مكاناً خالياً من الإساءات بأنواعها المختلفة حيث أن الإساءات والجروح والتربية الغير سليمة تؤدي إلى مشكلات في الشخصية التي ربما تؤدي للإدمان فيما بعد  . 

   ومن جانبه  قال الدكتور أحمد فخري - استشاري علم النفس بجامعة عين شمس – أن  إدمان الإنترنت  يعرف بأنه مرض مثل الإدمان المعروف، ومصنف وسط أنواع الإدمان الأخرى، مثل إدمان المخدرات، فالإدمان مرض إما يكون سلوكياً ويمثله إدمان المخدرات أو إدمان لمادة أو لعلاقة وإدمان الإنترنت من الإدمان السلوكي والذي يتعرض فيه الشخص للإنترنت لمدة تبدأ من 10 إلى 18 ساعة.

   وأضاف من علامات إدمان الإنترنت إنه بمجرد استيقاظ الشخص من النوم، يتجه لتصفح صندوق بريده الإلكتروني ظناً منه أنه سيجد رسالة ما مهمة تنتظره، فالمدمن للإنترنت لديه دائماً إحساس أنه سيصله رسالة مهمة فيتصفح بريده الإلكتروني عدة مرات خلال اليوم بحثا عن هذه الرسالة المهمة المزعومة، كما ينسحب من الواقع ويصنع عالماً من العلاقات التخيلية أمام الشاشة لدرجة أنه يأكل أمام الكمبيوتر .

   وعن الآثار النفسية لإدمان الإنترنت فيقول الدكتور احمد فخرى إن مدمن الانترنت يحدث له حالة من القلق والاكتئاب والإفراط في تناول الطعام كما يشعر بالوحدة والانطواء، ويتسبب إدمان الإنترنت في عدم قدرته على المواجهة اجتماعياً وهو ما يعكس نقص في البناء والنضج النفسي لديه، فتقل لديه مهارات التواصل ولا يستطيع أن يدخل في علاقات حميمية مع الآخرين، ولا يستطيع التعبير عن نفسه بسهولة وتقل قدرته على اتخاذ القرار.