آخر المواضيع

الخميس، 23 أكتوبر 2014

جلطات القلب الحادة.. 40% وفاة من دون أي مقدمات...

التصرفات الخاطئة عند حدوثها تزيد من مضاعفاتها

جلطات القلب الحادة.. 40 % وفاة من دون أي مقدمات!


جريدة الرياض - د. خالد النمر -  الأربعاء 28 ذي الحجة 1435 هـ - 22 أكتوبر 2014م - العدد 16921 , صفحة رقم ( 36 ) :

     من المعلوم إن أمراض شرايين القلب هي السبب الأول للوفيات في العالم ومن الأسباب الثلاثة الأولى للإعاقة عن العمل بعد الحوادث والأمراض النفسية.. وعلى الرغم من إن أمراض القلب يسهل الوقاية منها ويسهل كذلك تشخيصها وعلاجها ومتابعتها عن قرب.. إلا إنها في ازدياد في جميع أنحاء العالم وذلك لأن نمط الحياة العصري من كثرة الأعمال والضغوطات النفسية وقلة الحركة والإكثار من الأطعمة السريعة أدى الى دفع ضريبة الحياة العصرية وهي أمراض شرايين القلب التاجية.. وهي بلا شك ضريبة غالية قد يخسر فيها الإنسان صحته أو حياته كاملة!!

   وسنعرض الى بعض التصرفات الخاطئة التي رأيتها حديثا في من أصيبوا بجلطات القلب وذلك لتسليط الضوء على هذه الأخطاء والتعليق عليها.. لنشر الوعي الصحي بين أفراد المجتمع.
التصرف الخاطئ الأول:
   أن يقول المدخن ان سيارات الإسعاف الآن في كل مكان وإذا حدثت الجلطة لا سمح الله فأستطيع الذهاب مباشرة الى المستشفى وعلاجها؟!
التعليق:
    والتعليل أعلاه نسمعه كثيرا من الشباب المدخنين ليبرروا ذلك السلوك غير الصحي... ولكن المشكلة في هذا الرأي إن حوالي 40% من جلطات القلب الحادة تأتي على شكل توقف مفاجئ للقلب وبالتالي الوفاة من دون أي مقدمات!! فليس لديه وقت ان يرفع سماعة التلفون ويطلب سيارة الإسعاف أو يطلب المساعدة ممن حوله... ولذلك فإن الوقاية في مثل تلك الحالات لا تقدر بثمن.
التصرف الخاطئ الثاني:
   أن يقود سيارته بنفسه أو يطلب من أحد إخوانه قيادتها الى المستشفى لأنه يستبطئ وصول سيارة الإسعاف؟
التعليق:
    وجدنا في الدراسات الطبية المحلية أن حوالي 90% من مرضى جلطات القلب يذهب إلى المستشفى بسيارته أو بسيارة صديق أو قريب له.. وفي الحقيقة أن في ذلك خطورة على المريض حيث ان واحدا من كل ثلاث مئة حالة تستخدم هذه الطريقة يتوقف قلب المريض فيها أثناء الطريق مما يسبب ضررا لنفسه ولمستخدمي الطريق الآخرين.. وفاجعة لمن يسوق به قد تؤدي به إلى سرعة مفرطة يضر بها نفسه والآخرين من حوله.. وفي نفس الوقت لم يساعد المريض.. وهذا يختلف تماما عندما يكون المريض في سيارة إسعاف مجهزة بأشخاص يمكنهم التعامل مع مثل هذه الحالات وفي نفس الوقت لا تسبب الضرر لمستخدمي الطريق الآخرين.. والنقطة الأهم في ذلك أنه قد يبدأ الأشخاص المدربون في الإسعاف مذيبات الجلطة قبل الوصول إلى المستشفى مما يقلل من مضاعفات الجلطة المحتملة.. والمشكلة انه إذا أسرع أوقفه المرور قسرا!! (لأنه يصبح خطرا على الآخرين).. والهدف ليست سرعة الوصول للمستشفى بقدر ما هي سرعة وصول جهاز الصعق الكهربائي للمريض في سيارة الإسعاف لان ذلك هو اخطر ما يواجه المريض أثناء حدوث الجلطة الحادة.



الكحة المتواصلة لا تساعد مريض الجلطة بل تضره
التصرف الخاطئ الثالث:
   إن يتأخر في الحضور للمستشفى رغبة في التأكد من الأعراض لأنها متقطعة تأتي على فترات؟!
التعليق:
   التأخر في الحضور للمستشفى يحمل خطورة عالية لان توقف الدم عن عضلة القلب يؤدي الى تلفها.. وقد يتردد المريض لأسباب عدة منها الاستحياء ان يذهب للطوارئ (ويطلع ما فيه شي..) كما قال لي أحد المرضى.. والصحيح أن تستدعي الإسعاف وتترك للمختصين الحكم.. فان تخطئ في استدعاء الإسعاف لألم ليس من القلب أهون بكثير من أن تخطئ في عدم استدعاء سيارة الإسعاف وأنت تعاني من الجلطة كما ان ذلك التلف يزداد مع مرور الوقت بين توقف الدم من تروية عضلة القلب بسبب انسداد الشريان الى وقت فتح الشريان ورجوع الدم مرة أخرى الى العضلة وكلما طال ذلك الوقت كلما تلفت العضلة هذا يعني بالتالي فشل القلب واختلال نبضات القلب بل وفي أحيان معينة تمزق العضلة القلبية بسبب الجلطة وبالتالي الموت المفاجئ.. وتمزق عضلة القلب أو ما يسمى نزف القلب أثناء الجلطة الحادة هو إحدى المضاعفات المميتة والخطيرة التي تحدث بعد وهي تحدث في حوالي واحد إلى اثنين بالمائة من جميع جلطات القلب الحادة ويزداد حصولها إذا وصل المريض متأخرا وكان هناك ارتفاع كبير في إنزيمات القلب مما يعني ان الجلطة كبيرة وأيضا لم يتم علاجها بصورة سريعة.
التصرف الخاطئ الرابع:
   ان يبدأ بالكحة المتواصلة لأن ضحايا السكتة القلبية يستطيعون مساعدة أنفسهم بواسطة الكحة بقوة شديدة وبشكل متكرر حيث يجب على المصاب ان يأخذ نفسا عميقا قبل كل كحة. والكحة يجب أن تكون عميقة وطويلة وتتكرر كل ثانيتين على الأقل بدون توقف او استسلام إلى أن تأتي المساعدة أو حتى يشعر أن القلب رجع للنبض الطبيعي التنفس العميق يدخل الأكسجين إلى الرئتين أما حركة الكحة فهي تضغط على القلب وتحرك الدورة الدموية والضغط على القلب المتولد عن الكحة يعيد النبض الطبيعي للقلب أيضا.
التعليق:
   أوضحت جمعية القلب الأمريكية خطأ هذا التصرف وخطورة نشره بين العامة (جمعية القلب الأمريكية لا توصي باستخدام الكحة المتواصلة للإنعاش القلبي الرئوي ويجب ألا يوصى به لعامة الناس) وحتى المجلس الاستشاري البريطاني للإنعاش القلبي يقول (لا نعلم دليلا على ان الكحة المستمرة تفيد مريض الجلطة الحادة أثناء وقوعها)
والخلاصة:
ان نشر التصرفات الصحيحة عند حدوث الجلطة القلبية الحادة يسهم كثيرا في تقليل مضاعفاتها على الفرد والمجتمع معا.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

المواضيع الجديدة

الكُنَّاشة : آفاق علمية

أوقات الصــــــلاة بمدينة طبرق

تابعنا

sayat.me